عاجل: مملكة البحرين تودّع ببالغ الحزن والأسى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة

عاجل: مملكة البحرين تودّع ببالغ الحزن والأسى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة

الإعلان عن وفاة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بعد معاناة قصيرة مع المرض، عن عمر ناهز 74 عاماً. وقد أعلنت الديوان الملكي النبأ الحزين صباح اليوم، في بيان رسمي أدخل البلاد في حداد وطني شامل.

وذكر البيان الرسمي أن جلالة الملك توفي بسلام في قصر الصخير، محاطاً بأفراد أسرته الكريمة، بعد تدهور مفاجئ في حالته الصحية رغم المتابعة الطبية المستمرة خلال الأيام الماضية.

وقد أعلن الديوان الملكي الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، حيث ستُنكس الأعلام وتُعلّق أعمال الدوائر الحكومية، وناشد البيان المواطنين التضرّع بالدعاء لجلالة الملك الراحل، والمحافظة على وحدة الوطن في هذا الظرف العصيب.

ملك إصلاحي ورمز وطني

تولى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحكم في عام 1999 بعد وفاة والده الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة، وفي عام 2002 أعلن البحرين مملكة دستورية واتخذ لقب “ملك”، مما شكل لحظة فاصلة في التاريخ السياسي الحديث للبلاد.

تميّز عهده بالإصلاحات السياسية الواسعة والتحديث الاقتصادي وتعزيز التسامح والحوار الإقليمي. وقد رسّخ مكانة البحرين كحليف استراتيجي مهم في منطقة الخليج، وعمل على تعزيز علاقات المملكة مع الدول الغربية، ولعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة.

كان جلالة الملك الراحل نصيراً للحوار بين الأديان، والانفتاح الثقافي، وتطوير التعليم. وقد قاد البلاد نحو نهضة عمرانية واقتصادية شاملة، شملت مشاريع كبرى في مجالات الصحة والإسكان والبنية التحتية.

سيل من التعازي

بدأ قادة العالم بإرسال برقيات التعزية فور إعلان النبأ الحزين.

وصرّح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: “فقدنا قائداً حكيماً ورجل دولة حقيقياً. سيظل إرث الملك حمد من السلام والوحدة راسخاً في الوجدان.”

كما أصدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بياناً أعرب فيه عن بالغ حزنه، واصفاً الملك بأنه “شخصية محورية في دبلوماسية الخليج وصديق مقرب للولايات المتحدة.”

وقد باشر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس الوزراء، مهامه في قيادة الدولة خلال المرحلة الانتقالية، على أن يُعلن لاحقاً عن تفاصيل مراسم الدفن وخطة الانتقال الملكي.

شعب البحرين يودّع قائده

تجمّع الآلاف من المواطنين البحرينيين أمام المساجد والمجالس الملكية للتعبير عن حزنهم العميق والدعاء للفقيد الكبير. وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والثناء على الملك الراحل، تعبيراً عن محبة الشعب له.

وقال الدكتور وليد المحروس، المحلل السياسي في المنامة: “كان الملك حمد بمثابة الأب لجميع البحرينيين. جمع بين الجرأة في التحديث والحكمة في الحفاظ على التقاليد. لقد صاغ هوية البحرين المعاصرة.”

ويُعد الميثاق الوطني لعام 2001 أحد أبرز إنجازاته، إلى جانب تأسيس البرلمان بغرفتيه، ودعمه لحقوق المرأة والتعليم والإصلاح المؤسسي.

المرحلة القادمة

رغم عمق الفاجعة، يبقى الشعب البحريني متماسكاً وموحداً خلف قيادته. ويُنظر إلى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة كقائد ذو كفاءة عالية ورؤية إصلاحية، وقد نال إشادة كبيرة بقيادته الناجحة خلال جائحة كورونا وبرامج التطوير ضمن رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

ومن المتوقع إقامة مراسم الدفن خلال الأيام المقبلة وفقاً للتقاليد الإسلامية، بحضور عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات.

الوداع الأخير

يرحل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تاركاً وراءه إرثاً من الشجاعة، والإصلاح، والمحبة العميقة في قلوب شعبه.

ستظل إنجازاته شاهدة على عهده، وستبقى ذكراه خالدة في تاريخ البحرين الحديث.

نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.